الأربعاء، 2 يوليو 2008

تجاعيد الحياة

نقوم أحيانا ً بعمل نزهات ليلية كفسحة و نبدأها بعد منتصف الليل ونظل ندور فى شوارع و ميادين القاهرة الساهرة الساحرة ليلاً ونذهب للأزهر و الحسين ولا نعود إلا بعد شروق الشمس فنتناول فطورنا وننام.

وما أحلى القاهرة ليلاً تحت الأضواء والنيل بمراكبة والشوارع خالية .

وذات يوم ونحن على النيل رأيت رجلاً كبيراً في السن علي وجهه تري الزمن و الذكريات , بملابسهه البسيطة تري التاريخ المنصرم من الأجداد , في كل خط من خطوط تجاعيد وجهه تري الحياة, تري الدنيا تري كل مراحل العمر .

كان الرجل يصطاد السمك من النيل , لقد رأيت في هذا الرجل كل جدودي, بل تشعر معه بأن مصر مجتمعه فيه .

العمامه التي كان يرتديها توحي بالاصاله ,بالهدوء و العزله . و كان رجل بسيط جداً و يتضح عليه فقره و حالته , تشعر من وقفته أنه يحمل هموم و مشاكل الدنيا بأسرها و مع ذلك نراه و اقفاً يواجهها بكل شجاعة .... ولـــكــن السؤال هل هذه الشجاعة هي طبع به اي انه في كل مشاكله يواجهها أم أن شجاعته هي واقع مفروض عليه .

وأياً كانت الإجابة فأنا قد أعجبت كثيراً و وددت لو أذهب و أتكلم معه و لكن منعني خجلي من ذلك مع إنني كنت في غاية الشوق و الشغف لأتحدث معه لأعرف تاريخه و أعرف ذكرياته و كل ما مر به في حياته من أحب و من كره و هل تحققت أحلامه أم لا .

ألم يشاهد أي منكم شخصٌ سواء كان رجل أو أمرأة و شعر بذلك شعر بالتاريخ شعر بالعظمة في أبسط صورها .....!

ريهام رضوان

ليست هناك تعليقات: