حلم
لكل منا حلم , حلم خيالي , يملكه
و يكون له وحده دون الغير يعيش فيه
بمفرده , يطير و يلعب و يمرح فيه دون
خوف دون قلق دون أي إعتبارات لقوانين
الحياة .
و ذات يوم سألت أصدقائي و زملائي
عن أحلامهم و التي غالباً ما يكون تحقيقها
يحتاج إلي مجهودات كبيرة بل و أحياناً
يحتاج إلي معجزة و ذلك نظراً للظروف
الإجتماعية و الإقتصادية و العادات و التقاليد
التي تحكمنا .
و بعد أن ألقيت سؤالي تعجبت كثيراً
لأنني وجدت بداخل كلٌ منا إنسان , إنسانٌ
.
حقيقي غير ما نراه , إنسان مرهف ,
حساس , عطوف , حلوم , و لــــكــــن
أغرب إجابة سمعتها كان حلم صديقةً لي
كانت تتمني أن تعيش في الصحراء و تقوم
برعي الغنم و الماعز لتاكل من لحمهم و
تشرب من لبنهم في بادئ الأمر إستغربت
و مع الوقت و التفكير أعجبت بالتفكير و
بالحلم لأنه بسيط و غير معقد كما أنها
تبغي حياة بعيدةً تمام البعد عن وجع الدنيا
و تعب القلوب و جراح الأحباب و غدر
الأصدقاء قبل الأعداء .
و كان يوجد أحلام عادية مثل السفر و
الدوران حول بلدان العالم , و إمتلاك سيارة
آخر موديل , مشاهدة جميع آثار العالم ,
إمتلاك ملايين الأموال .
أما أنا فحلمي أيضاً مختلف و غريب فأنا
بطبعي أعشق الوحدة و الهدوء و لذلك كان
حلمي أن أعيش علي جزيرة لايوجد بها
أحد إلا أنا فقط , أتمتع بمنظر البحر ,
بالرمال , بالأشجار و النخيل , بالهدوء ,
بضوء النار ليلاً , بشعوري بالخوف لوجودي
بمفردي , و بخوفي من ظلام الأشجار ليلاً
و بفرحي بشروق الشمس نهاراً , و
إنتظاري لهطول الليل , يـــــــــــــاه إنها فعلاً
لحياة رائعة , تجلس مع البحر و كتاب
تفضله أو حتي تشاهد فيلمك المفضل مع
مشروبك المفضل و هل في الحياة أمتع من
هذا .
أعلم أن البعض سيقول أن هذا أنانيةٌ مني
أو هروب من الواقع الأليم و لكن لابد و أن
أدافع عن نفسى و أقول أن عشقى للوحدة
مزمن ومعى منذ الصغر والذى سأسمح له
أن يشاركنى وحدتى وعزلتى و أفكارى
وشجونى هو الإنسان الذى سأكمل معه
حياتى وما تبقى من عمرى .
إذا فتخيل حلمك وعيش به و أفرح به و
أهرب إليه فى حزنك و تأمل حياتك وقتها و
ستعرف مدى سعادتك .......
ريهام رضوان